مياه الري في القطار

مياه الري في القطار
عرفت القطار أعرق نظام ري في البلاد التونسية و من أعرقها في العالم، حيث أنشئت بها عيون ماء عديدة وصلت أكثر من 28 عينا ساهمت في إزدهار الفلاحة وإستقرار الأهالي منذ قرون.
تتكون العين من بئر (منبع الماء) يحفر قرب سفح جبل عرباط و يمر ماؤه عبر ساقية في نفق أرضي أُحدثت بجهد خارق و تقنيات مثيرة.
و تمتد الساقية، التي يمكن للإنسان أن يمشي فيها للقيام بأعمال الصيانة. و حفر على طول النفق آبار تطل على ساقية الماء يسميها أهالي القطار "مكايل" جمع "مكولة" يسحبون الماء من خلالها بواسطة الدلو... واستغل الناس مياه العيون قرونا عدة إلى أواخر الستينات أحيث نضبت بعد ظهور آبار الشركة الوطنية لإستغلال المياه.
عين بوصوفه
تعد "عين بوصوفه " من أهم عيون مياه الري التي أنشأت من بين 28 عين ماء و يعود تاريخ إنجازها إلى أكثر من 500 سنة و هي تتويز بأهمية تدفق مااءها الذي يسقي مساحه هامه من الواحه المجاورة
و تعود ملكيتها بمقتضى إتفاق كتابي إلى : العمايم البلدية، أولاد الغرائري، الطوالب، المساعيد. تجاورها شرقا عين "المساعيد" و غربا "عين الجديدة" وشمالا طريق أسبريناس (و هذه المعلومة لا يعرفها إلا قليل).
من الروايات الشفويه حول عين بو صفة أن الشيخ الجليل "سيدي علي العمامي" رحمه الله أشرف على إنجازها بنفسه و ترك حافر حصانه منقوشا على صخره(؟؟؟؟؟؟؟؟؟) معروفة بمشرع العين...و في الحرب العالمية الثانية إستغل جيش الحلفاء واحة القطار و عين بو صوفة بالذات مركزا قياديا إنطلق منه لدحر المحور.
أما التسمية بـ عين الصوفة فالمعروف أن العيون في القطار سميت بأسماء مختلفة منها نسبة للأماكن مثل عين المقاطع و عين تِنفلو(أمازيغية). و منها من حظيت بأسماء أصحابها كعين المساعيد، عين القراقبه(ثلاث نقات على القاف). و سميت عيون أخرى بأوصاف و نعوت مختلفة مثل عين ماسخية، عين الجوع!!، عين القديمة، عينالجديدة، عين الأعلام، عين الفستق، عين الذكارة، عين الفأران، عين السيري. و سمي البعض بأسماء أصحابها مثل عين عمر نسبة إلى منشئها عمر بن علي العمامي. و سميت أخرى بأسماء أمازيغية كعين مازيك.
أما عين بو صوفه فقد يرجع سبب تسميتها إلى
ـ صوف الغنم حيث كان يغسل
ـ أو يرجع إلى الشيخ الصوفي سيدي علي العمامي الذي أنشأها و الذي يقال أن نسبه شريف أي يرجع الى البيت المحمدي عليه و على آله و صحبه أفضل الصلاة و التسليم

القطار( ثلاث نقاط فوق القاف) قرية جبلية في الجنوب الغربي، وجد بها الكثير من الآثار الماقبل تاريخية، و سكنها الأمازيغ و الفينيقيون و ترك فيها الرومان معالم مازالت واضحة و قائمة.
و على سبيل الذكر لا الحصر الطريق التي شيدها أسبريناس الحاكم الروماني لتونس (سنة 14 م طريق تربط تبسه بمدينة قابس) و التي اكتشفها في أول القرن العشرين النقيب دونو، نقيب في الجيش الفرنسي في منطقة قبلي التي تقع في وسط الجنوب التونسي، خلال عمليات التنقيب على الأثار في منطقة شط الفجج باكتشاف الكثير من النقوش في أعمدة تشير إلى قياس الطرقات بوحدة الميل، وهي تمر من قرية القطارثم تتوجه إلى قفصة فالقصرين و أخيرا تبسه في الجزائر