عملية تشريح المومياء
أتجه الرأي للبحث عن سر ما يدعى بلعنة الفراعنة إلى أغرب عملية تشريح في التاريخ لمومياء فرعون أثار ظهوره هذه اللعنة.
بداء التشريح في معهد التشريح بجامعة القاهرة للجثمان الملفوف بالأربطة البيضاء بحضور دوغلاس ديري وهيوارد كارتر وآخرين مصريين وأجانب وحول عملية التشريح يقول هيوارد كارتر: (( تّمت إزاحة الزخارف الخارجية واللفائف المذهبة، فظهرت مومياء الملك عارية بغطائها الخارجي المتواضع، وبقناعها الذهبي. قام الدكتور ديري بعمل فتحة طولية في الغطاء القماشي الخارجي للمومياء عند وسطها، مما سمح بإزاحة القماش كقطعة واحدة دون أن تفتت أما الطبقات السفلى من الكفن فكانت أكثر تفحماً وتحللاً..)).
أسرار تكشفها عملية التشريح
من خلال عملية التشريح ظهرت آثار ارتطام وكان الجلد في هذا المكان وهو الخد الأيسر، ويشبه الجلد الأحدب ولم يكن من الممكن إيجاد تفسير لهذه الإصابة إلا بعد أربعين عاماً من ذلك التاريخ.
أما مكتشف هذا السر فهو الدكتور رونالد هاريسون الذي اختبر المومياء تحت أشعة اكس حيث يقول: (( لقد مات الملك توت عنخ آمون ميتة عنيفة، الجرح الذي في الخد الأيسر جاء نتيجة لسقطه أو لطمة، وهذا يفسر سبب الوفاة المكبرة لفرعون والتي تعدد آراء العلماء عنها )).
كما استطاع مساعد دكتور هاريسون أن يحدد فئة دم توت عنخ آمون فوجد أنها من الفصائل النادرة مما يوحي بأنه من سلالة ارستقراطية.
وفي دراسة حول الفطريات الكثيفة النامية على حيطان المقبرة والحشرات الكثيرة الميتة التي وجدت على أرضها يساعد في النظرية القائلة بأن لعنة الفراعنة مصدرها وجود نوع من السموم في المقبرة تؤثر على كل من يدخلها.
المهم أن الاختبارات الكيمائية والتشريحية التي خضعت لها مومياء توت عنخ آمون في ذلك الحين كان لها الفضل في الحركة العلمية الناشطة في ذلم الوقت والتي أدت إلى اكتشاف العديد من المقابر لملوك الفراعنة الأقدمين.
لقد كان لعملية تشريح مومياء توت عنخ آمون 1925 نتائجها المأساوية فقد مات الكيميائي الفريد لوكاس في أعقاب ذلك، نتيجة لنوبة قلبية، وبعد قليل توفي دكتور دوجلاس ديري.
لقد كان لوفاة العالمين الكبيرين اثره في عودة الحديث عن لعنة الفراعنة في الاوساط العلمية...
القوى السحرية للمقبرة
بعد أن تسلم حور محب السلطة في مصر وتحوله إلى ديكتاتور تفرع لتحطيم تماثيل كل من سلفه من الفراعنة وتخريب صورهم ونقوش أسمائهم، حتى أن القبور لم تسلم من يده المخربة، لقد أراد بذلك أن يمحو من الوجود كل أثر يذكر الناس بحكم توت عنخ آمون. لكن السؤال الذي حيّر العلماء:
لماذا امتنع حور محب عن تخريب قبر توت عنخ آمون رغم كل مافعله لطمس ذكراه ورغم أنه قد خرَّب قبور الكثيرين، وعلى الرغم من أنه كان يعرف الكثير عن الكنوز المتراكمة في مقبرة توت عنخ آمون، فكيف غفل عن نهبها وهو كان يخرب ويسلب كا ما يقع تحت يده من ثروات؟.
لاشك ان حور محب كان يعلم بوجود قوى ذات طبيعة سامة يمكن أن يضر بالأحياء، بل أنها وضعت في وجه الأطباء لجماية الموتى إذا افترضنا أن الفراعنة كانوا يعتمدون في حماية مقابرهم على مثل هذه القوى.. ألا يقودنا هذه مباشرة إلى ظاهرة لعنة الفراعنة؟.
سر لعنة الفرعنة
في 3 تشرين الثاني 1962 أعلن الدكتور عز الدين طه الأستاذ في جامعة القاهرة أمام عدد من الصحفيين أنه توصل إلى سر لعنة الفرعنة أو هو على الاقل قد توصل إلى أحد أسبابها.
لقد أوضح الدكتور طه في مؤتمر الصحفي عن وجود فطر معدٍ قادر على مواصلة البقاء في الموميات وحجرات الدفن والأهرمات على مدى ثلاثة أو أربعة الآف سنة.
هذه الاكتشاف قد وضع نهاية للخرافات التي سادت عن موت بعض المكتشفين الذيت عملوا في المقابر القديمة، نتيجة لنوع من اللعنات، ذلك أنهم حسب رأيه كانوا ضحايا مرض لحقهم أثناء عملهم. لكن الدكتور طه عاد فاستدرك قائلاً: إن اكتشافاته التي توصل إليها قد لا تكون الحل الكامل للغز لعنة الفراعنة. ,اعترف أنه من الممكن أن لا تكون هذه العدوى السبب الوحيد لوفاة العديد من الأثريين والعاملين في مجال الاثار. قد تكون هذه النظرية صحيحة لولا أن الباحث نفسه قد دقع ضحية للعنة الفراعنة التي أنكرها بعد أن أعلن ذلك بوقت قصير. لقد توفي الدكتور عز الدين طه ومن معه في الطريق بين السويس والقاهرة في حادث سيارة مروع، كما أثبت التشريح الذي أجري على جثمان الأستاذ الراحل أن سبب الحادث هبوط في القلب.