الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب على المسلم إذا وجد ركازاً (كنزاً من كنوز الجاهلية) في أرض موات أو خربة من آثار الجاهلية أن يخرج خمسه 20% ويصرفه في مصارف الزكاة، وما بقي بعد إخراج الخمس فهو لواجده، ولا يلزم أن يسلمه للسلطان، بل يسعه أن يتولى هو بنفسه تفريق الخمس على الفقراء والمساكين.
ولا فرق بين أن يكون هذا الكنز ذهباً أو فضة أو مجوهرات أو حديداً قليلاً أو كثيراً، ولا يشترط له الحول، بل إذا وجده أخرج خمسه واستحق الباقي، وفي الحديث المتفق عليه: "وفي الركاز الخمس" .
ما الحكم الشرعي في استخراج الكنوز من باطن الارض
أما الحكم الشرعي في استخراج ( الكنز ) من الأرض ، فجائز باتفاق علماء الأمة ، والمرجع في تشخيص مسمّاه العرف ، فإذا لم يعرف صاحبه سواء كان في بلاد الكفّار أو في الأرض الموات أو الخربة من بلاد الإسلام ، سواء كان عليه أثر الإسلام أم لا ، ففي جميع هذه الصور يكون ملكاً لواجده وعليه الخمس . نعم ، لو وجده في أرض مملوكة له بابتياع ونحوه عرّفه المالك قبله مع احتمال كونه له ، وإن لم يعرفه عرّفه السابق إلى أن ينتهي إلى من لا يعرفه أو لا يحتمل أنّه له 0
* مقدار الزكاة في الكنوز المدفونة :
الكنوز : هي ما دفنه القدماء في الأرض من المال على اختلاف أنواعه 0
وقد أوجب الفقهاء فيها الخمس على من وجدها ، لحديث أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( في المعدن جُبارٌ وفي الركاز الخمس ) ( حديث صحيح - رواه الإمام البخاري - برقم 581 ) 0
والمدفون في الأرض ركاز بالإجماع ، وعلى ذلك قال العلماء :
- الجمهور على أن الركاز يشمل كل ما دفن في الأرض 0
- الخمس على الواجد أكان مسلماً أم ذمياً ، صغيراً أم كبيراً 0
- بقية الركاز لواجده ، إن وجده في موات أرض ، لا يعلم لها مالك ، أما ما يجده في ملك مسلم أو ذمي ، فهو لصاحب الملك 0
- الجمهور أنه لا يعتبر النصاب في الزكاة ، لأنه مال ظهر عليه بغير جهد ومؤنة ، فلم يحتج إلى التخفيف ، بإعفاء القليل منه 0
اتفق العلماء على أنه لا يشترط الحول ، بل يلزم إخراج الخمس في الحال 0
أما إن كان المقصود من السؤال هو ( حكم استخدام الجن في استخراج الكنوز ) ، فقد سئل فضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - السءال التالي :
هناك من يحضر الجن بطلاسم يقولها ويجعلهم يخرجون له كنوزاً مدفونة في الأرض منذ زمن بعيد . فما حكم هذا العمل ؟؟؟
فـأجاب : هذا العمل ليس بجائز فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب ، والشرك أمره خطير قال الله تعالى : ( مَن يُشرِك بِاللهِ فَقَد حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّة ومَأوَاهُ النَارُ وَمَا للِظَّالِمِين مِن أَنصَارٍ ) ( سورة المائدة - الآية 27 ) والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرهم ، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق ، ويغرهم بما يطيعهم من الأموال ، فالواجب مقاطعة هؤلاء وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم ، وأن يحذر أخوانه المسلمين من الذهاب إليهم 0
والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزون أموالهم بغير حق ويقولون القول تخرصاً ثم إن وافق القدر أخذوا ينشرونه بين الناس ، ويقولون نحن قلنا وصار كذا ونحن قلنا وصار كذا ، وإن لم يوافق ادعوا دعاوى باطلة أنها هي التي منعت هذا الشئ ، وإني أوجه النصيحة الى من ابتلى بهذا الأمر وأقول لهم : احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله عز وجل وأخذ أموال الناس بالباطل ، فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير ، وعليكم أن تتوبوا الى الله تعالى من هذا العمل وأن تصححوا أعمالكم وتطيبوا أموالكم . والله الموفق ) ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين ) 0
وقد سئل مجموعة من الباحثين في موقع ( إسلام أون لاين ) السؤال التالي :
هناك من يحضر الجن بطلاسم يقولها ويجعلهم يخرجون له كنوزاً مدفونة في الأرض منذ زمن بعيد ، فما حكم هذا العمل ؟؟؟
فأجابوا :
بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فالاتصال بالجن منهي عنه شرعا من حيث الجملة ، لما فيه من مخالفات شرعية ، كما أن الله تعالى جعل الجن عالما ، والإنسان عالما آخر ،فاختراق العالمين خروج عن الطبيعة المرسومة ، كما أن الاتصال بالجن فيه مخالفات شرعية تصل إلى حد الشرك بالله تعالى 0
ومن المعلوم شرعا أن الرزق بيد الله تعالى ، وأن الله تعالى طلب من الناس أن يسعوا في الأرض سعيا ، للحصول على الرزق، فقال :"فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"، وقد أوضح الإسلام الطرق المشروعة للكسب بوضع الضوابط الحاكمة لها ، بما يناسب الناس على اختلاف عصورهم 0
والادعاء أن للجن قدرة على استخراج الكنوز أمر يكذبه الواقع ، فكثير من السحرة يعيشون تحت خط الفقر ، وما أغنتهم شياطينهم عن الفقر شيئا ، ولكن الإنسان يحب اللهث وراء ما لايتعب بما ينفعه ، وما أعظم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حين وجد رجلا أثر العمل في يده ، فأمسكها قائلا : " هذه يد يحبها الله ورسوله " ( لم أقف على صحة هذا الحديث ) 0
وإعمار الأرض بالخير من رسالة الإسلام ،فالواجب على المسلمين أن يعمروا الأرض بما ينفعهم وينفع الإنسانية جميعا ، وألا يقعوا في شرك الله سعيا وراء خيال ، فيخسر المرء ساعتها الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين .
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين من علماء السعودية :
هذا العمل ليس بجائز ، فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب . والشرك أمره خطير ؛ قال الله تعالى : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ) .
والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرُّهم ، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق ، ويغرهم بما يعطيهم من الأموال . فالواجب مقاطعة هؤلاء ، وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم ، وأن يحذر إخوانه المسلمين من الذهاب إليهم ، والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزُّون أموالهم بغير حق ، ويقولون القول تخرصاً ثم إن وافق القدر أخذوا ينشرونه بين الناس ويقولون : نحن قلنا وصار كذا ونحن قلنا وصار كذا ، وإن لم يوافق ادعوا دعاوى باطلة أنها هي التي منعت هذا الشيء 0
وإني أوجه النصيحة إلى من ابتلي بهذا الأمر وأقول لهم : احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله عز وجل وأخذ أموال الناس بالباطل ، فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير ، وعليكم أن تتوبوا إلى الله تعالى من هذا العمل ، وأن تصححوا أعمالكم ، وتطيبوا أموالكم 0
والله أعلم ) ( مجموعة من الباحثين - إسلام أون لاين ) 0